بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد: ليلة القدر العظيمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل ولا شبيه ولا ضد ولا ند ولا جثة ولا أركان ولا أعضاء ولا جسم ولا مكان له جل جلال الله الخالق الذي لا يوصف بصفات خلقه جل جلال الله المتصف بصفات تليق بجلاله المنزه عن صفات خلقه هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه خاتم النبيين وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم كتابه: {وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} البقرة/43. ويقول رب العزة :{وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا} سورة المزمل/20. وأنت في وداع خير الشهور وأفضل الشهور رمضان وأنت في الليالي الأخيرة من هذا الشهر العظيم ماذا ستقدم لنفسك من الخير {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}. وفي ليلة السابع والعشرين التي اعتاد المسلمون على إحيائها التماسا لليلة الليالي ليلة القدر العظيمة التي قد تكون في أي ليلة من ليالي رمضان، ولكن الغالب أنها تكون في العشر الأواخر منه، فقد ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان" رواه مسلم. والحكمة من إخفائها ليتحقق اجتهاد العباد في ليالي رمضان كلها طمعا منهم في ادراكها كما أخفى الله ساعة الإجابة في الجمعة. ففي ليلة السابع والعشرين نشهد اقبالا كبيرا من المسلمين إلى المساجد والمصليات لإحياء هذه الليلة المباركة من ليالي رمضان المبارك، ماذا ستقدم لنفسك من الخير؟ {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم أجرا}. أولا العلم قبل القول والعمل فمن تعلم تلى القرءان حق تلاوته من تعلم صلى الفريضة والنافلة حقيقة وليس صورة لأن من الناس من يأتي بصورة العمل وليس له عمل مقبول عند الله. فمن تعلم صلى الفريضة والنافلة وتلى القرءان وذكر الله ودعى الله كما أمر الله، كما جاء في شرع الله عز وجل. يقول الله تعالى {ليلة القدر خير من ألف شهر}، أي أن العبادة، أي أن العمل المقبول الموافق للشريعة في ليلة القدر أفضل من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وهي ثمانون سنة وثلاثة أعوام وثلث عام. {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} في ليلة القدر العظيمة ينزل رئيس الملائكة جبريل عليه السلام مع جمع كبير من الملائكة فينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق العباد وءاجالهم إلى قابل أي إلى السنة القابلة. وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل فينزلون من لدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر". والملائكة أجسام نورانية لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناكحون وليسوا ذكورا ولا إناثا ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. {سلام هي حتى مطلع الفجر} هي خير وبركة إلى طلوع الفجر فليلة القدر سلام وخير على أولياء الله وأهل طاعته المؤمنين ولا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو أذى وتلك السلامة تدوم إلى مطلع الفجر. ومن علامات رؤية ليلة القدر رؤية نور خلقه الله غير نور الشمس والقمر والكهرباء أو رؤية الأشجار ساجدة ومن علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لطيفة أو سماع الملائكة ومصافحتهم أو رؤيتهم على اشكالهم الأصلية ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع فإن تشكلوا بشكل بني ءادم فإنهم يكونون بصور الذكور من غير ءالة الذكورة لا بصور الإناث. ومن حصل له رؤية شىء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤية ليلة القدر ومن رءاها في المنام دل ذلك على خير لكنه أقل من رؤيتهما يقظة. ومن لم يرها مناما ولا يقظة واجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها وقد سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها إذا رأت ليلة القدر بم تدعو قال لها قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". فهلموا إخوة الإيمان للاجتهاد بالطاعة في هذه الليالي العظيمة المباركة المتبقية من رمضان من قيام وذكر وتلاوة وأذكركم من كان عليه قضاء فليشتغل بالقضاء فدين الله أحق بالوفاء. اللهم إنك عفو تحت العفو فاعف عنا يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام. هذا وأستغفر الله لي ولكم الخطبة الثانية: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام على رسول الله. عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم التنزيل: {ورحمتي وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون}، الآية 156 سورة الأعراف أي وسعت رحمة الله في الدنيا كل مؤمن وكافر، أما في الآخرة فقد جعلها الله خاصة بالمؤمنين. ندعوكم إخوة الإيمان لالتماس ليلة القدر وإحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان. واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم أمركم بالصلاة والسلام على نبيه الكريم فقال: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}، اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم استر عوراتنا وءامن روعاتنا واكفنا ما أهمنا وقنا شر ما نتخوف. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون. اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه يزدكم، واستغفروه يغفر لكم واتقوه يجعل لكم من أمركم مخرجا