((مدينة الاشباح)).
*************
*************
" حياتي منزل منفرد بعيد عن جميع الاحياء و المنازل"...
قالها الكاتب الكبير جبران خليل جبران أمّا أنا فأقول حياتي مدينة..و لكنّها مليئة بالاشباح...أشباح في كل مكان ...كل مكان...في المنازل...على الطرقات...في المدارس...و في المنتزهات ...انها في كل مكان...و هي دائما" تحصد أقذار المجتمع الذي بدوره يعمل جاهدا في تخزينها الى حين موعد الحصاد!!!
لقد تغيّرت الدنيا و تغيّر البشر...و لكن التاريخ لم يتغير! و لم يتغير فيه البشر و لا الدنيا و لا شيء بل بقي كما هو بعاداته الحميدة و تقاليده العريقة و أخلاقه الرفيعة...!!
و أما اليوم! في مجتمع القذارة و النذالة...فنقول :"يااااه على أيام زمان!!!حيث كان و كان..." فنكتفي بالذكريات في وقت لا نستطيع فيه اعادة الماضي و المجتمع النظيف حيث تسود المحبة و التعاون و على قدر من الاخلاق ...فقد تحوّل:
*الصديق الصدوق الى العدو اللدود!! ظاهريا" انا صديقك و لكن في القلب لا اعرفك ...لقد راجت في ايامنا نظرية لاروشفوكو الفلسفية عن مجتمع عنوانه...شعاره...طريقه..."المصلحة الذاتية"...
*الاقارب تحولت الى "عقارب" تبث سمومها في كل مكان و تسلّط لسانها الماكر و تتناسى الزمان !!
*الجيران ها هي كالفئران "الحشّورة" تدخل البيوت لتلتقط ما فيه من منفعتها ثمّ..."باي"...أنا ذاهب للقيل و القال!!
*الاصحاب..."صاحبي" !! كم أصبحت هذه الكلمة مبتذلة بين شفاه الناس يلهون بها و يتظاهرون...و هذا افضل من الحقيقة الكامنة في عقولهم و قلوبهم المتصلبة صلابة الحجر!!
و البشر ...كل البشر حولتها الايام الى اشباح سعيدة لافسادها الكون ... و اخذت تبث عدواها الخطيرة بين الناس...بين الصالح و الطالح...بين القوي و الضعيف...
و لكن اصدقائي..ما زال هناك أناس في قلبهم محفور ذكريات الماضي الجميل بل في عقلهم قناعة بانسان ملاك لا تحوله اقسى المجتمعات و ابشع الاقذار و النمنمات الى انسان شبح غابت عنه ملامح الحياء و اختفت من قلبه المحبة و العطف و الاخاء ...
فمن منّا لم يصادف الاشباح ؟! ومن منا للحظة لم يكره المجتمع و سخافة الحياة ...
نحن نعيش لنأخذ العبر لعلّها تكون الدواء للبكتيريا المضاد للانسانية الذي نشهده حاليا"...
مع مودتي...