ليلة القدر ... خير من الف شهر
ما أجمل أن تتحقق للإنسان أمنية ،أو تستجاب له دعوة، أو يفوز بالعفو والمغفرة.. انه أحلى ما تتطلع إليه نفوس المؤمنين ،ذلك هو الفوز العظيم.
فالإنسان يتضرع إلى الله تعالى، يتوجه إليه بالدعاء، يسأله ما يشاء، ولكن عليه أن يكون مطيعا لربه، طمعا في رحمته،وأملا في أن يستجب دعوته، وعليه أيضا أن يختار الأوقات التي يستجيب الله فيها الدعاء.
هذه الأوقات هي: ليلة القدر ،شهر رمضان ،يوم عرفة، ليلة الجمعة ، جوف الليل ، عند النداء بالصلاة ،وبين الأذان والإقامة- وكذلك عند الالتحام مع الأعداء في الحرب بين المسلمين وأعداء الله،وأيضا في السجود وعند تلاوة القرآن وختمه،وعند شرب ما زمزم ،وفي مجالس ذكر الله.
كل هذه الأوقات معلومة لنا، يمكن تحديدها بدقة، ماعدا ليلة القدر ،فقد قال العلماء ،انها في العشر الأواخر من رمضان، وقالوا إنها في إحدى الليالي الفردية منها، مثل ليلة الحادي والعشرين،أو التاسع والعشرين.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)،ويرى أكثر أهل العلم إنها ليلة السابع والعشرين من رمضان.
وليلة القدر أفضل ليلة في السنة كلها..
فيها نزل القرآن الكريم،إنها الليلة التي قال الله تعالى عنها
إنا أنزلنا في ليلة مباركة) إنها ليلة من ألف شهر..العبادة فيها أفضل من عبادة ألف شهر..وفي ليلة القدر،يكثر تنزل الملائكة،وذلك لبركتها.
وهي سالمة،(سلام هي)لا يستطيع الشيطان أن يعمل سواء فيها،حتى مطلع الفجر.
وإذا كنا نحرص في رمضان،على صلاة القيام وقراءة القرآن، فينبغي أن نكون أكثر حرصا في العشر الأواخر من رمضان،نلتمس ليلة القدر..لعل الله تعالى يرزقنا خيرها،فنقوم ليله ونفوز بالغفران إن شاء الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ومن قام ليلة القدر إيمانا وحتسابا،غفر له ما تقدم من ذنبه)وقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،رسول الله صلى الله عليه وسلم :أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ،ما أقول فيها؟
قال:قولي..(اللهم إنك عفو تحب العفو فعف عني)وكان الرسول صلى الله عليه وسلم،يجتهد في العشر الأواخر من رمضان،أكثر من اجتهاده في غيرها،قالت أم المؤمنين عائشة:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليلة ،وأيقظ أهله)..أي أن من رمضان ،شد مئزره استعدادا(وأحيا ليله)أي سهره فأحياه بالطاعة..(وأيقظ أهله)أي:أيقظ أهله للصلاة.
لذا علينا أن نغتنم الفرصة،ونتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان لعل الله تعالى يتقبل دعاءنا ويغفر لنا ويعفو عنا.