بسم الله الرحمن الرحيم
الشيعة تعريف وأقوال
الشيخ شريف بن علي الراجحي
المـقـدّمــة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين ..أما بعد :
فإن اليهود والنصارى والمشركين وسائر الكفار ، أعداء للإسلام والمسلمين ، وهذه حقيقة يقررها الإسلام ، ويدركها كل من تمسك بإسلامه ودينه ، وهذا العداء مكشوف وواضح وصريح ولا مجال للمراوغة فيه .
وهناك أيضاً أعداء آخرين ، خطرهم كبير ، وشرهم عظيم ، حذّر منهم الإسلام ، وحدد مواصفاتهم القرآن ، وسمّيت سورة باسمهم ، وذكرت في السيرة أخبارهم ، أولئك هم المنافقون المجرمون ، الذين يصافحون بيد ويطعنون بالأخرى ، الذين يظهرون الغيرة على الدّين وهم يحطمونه ، الذين يمشون في ركاب الشّيطان ، يعلنون طاعة الرحمن ، ويضمرون المخالفة والعصيان ، يتحدثون باسم الإسلام وهم أعداءه ، ويدّعون سماحته وهم مسّاحه ، إن فُضح أمرهم ، وكشفت مقالاتهم ، وتبيّنت أهدافهم ، حلفوا بالله ما أردنا وما قصدنا ، يحلفون بالله ليرضى الناس عنهم ، يخادعونهم ويموهون عليهم ، وإذا خلوا إلى بعضهم وإلى شياطينهم كان لسان حالهم ومقالهم :إنّا معكم إنّما نحن مستهزئون .
والمنافقون أصناف عديدون : فمنهم العلمانيّون ، الذين يريدون ديناً حسب مواصفاتهم ومقاييسهم ورغباتهم .. ومنهم الفرق الباطنيّة الهدّامة.. ومنهم عبيد الدّنيا والشّهوات .
هذه مقدّمة ومدخل للموضوع المراد الحديث عنه ، وهو عن طائفة رداءها النفاق ، وشعارها الكذب ، ودينها اللعن والتكفير للصّحابة وأتباعهم . ولم لا يُتحدث عنهم ! وهم يخدعون من يجهل حقيقتهم ، ويلبسون لباس الدّين ، ويظهرون التّباكي على قضايا المسلمين ، ويرددون دعوتهم للتقارب ووحدة الصّف ونبذ الخلاف .. إنهم طـائـفـة الـشّيـعة الـرافـضـة .. وأسـأل الله أن يـهدي الجميع صراطه المستقيم ، وأن يعز دينه وأولياءه .. وإلـيـك أيـها الـمـسـلم نـبـذة مـخـتـصـرة عـنـهم :
( الشيعة :اسم علم أطلق أولاً على معنى المناصرة والمتابعة ، وفي بادىء الأمر لم يختص به أصحاب علي بن أبي طالب دون غيرهم ، بل أطلق بمعناه هذا على كل من ناصر وشايع علياً ومعاوية – رضي الله عنهما – ودليل ذلك ما جاء في صحيفة التحكيم : هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وشيعتهما .. وأن علياً وشيعته رضوا بعبد الله بن قيس ، ورضي معاوية وشيعته بعمرو بن العاص .. مجموعة الوثائق السياسية محمد حميد الله، وجاء في تاريخ اليعقوبي أن معاوية قال لبسر بن أرطأة حين وجّهه إلى اليمن : امض حتّى تأتي صنعاء فإن لنا بها شيعة ..ثم تميّز به من فضّل إمامة علي بن أبي طالب وبنيه على الخليفة عثمان بن عفان ومن بعده من الأئمة ، مع تفضيلهم إمامة أبي بكر الصّدّيق وعمر بن الخطّاب – رضي الله عن الجميع - ، وفي وقتها لم يكن الخلاف دينياً ولا النزاع قبليّاً ، فكان أبناء علي – رضي الله عنهم – يفدون إلى الحكّام ويصلّون خلفهم ، ومع ذلك لم تتميّز به طائفة مخصوصة بأصول تخالف بها جماعة المسلمين ، إلاّ أنّ المفهوم تطوّر على أيدي بعض المتسترين بالإسلام من أمثال ابن سبأ اليهودي ، مؤجج نار الفتنة بين المسلمين ، وأصبح الاعتقاد بالنّص والوصيّة في الإمامة معيار التّمييز بين الشيعة وغيرهم من فرق الإسلام ، مع القول بعصمة الأئمة وغير ذلك من العقائد الباطلة ، فأصبحت الشيعة بذلك مأوى وملجأ لكل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد ، أو لكل من يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية أو زرادشتية وهندوسية أو غيرها ، وهكذا تطورت عقائدهم إلى حد إنكار الكثير من المسلّمات والأسس التي قام عليها الإسلام ، ولذلك أطلق عليهم علماء السلف روافض ،تمييزاً لهم عن الشيعة الأوائل ، ومن أبرز سمات الشيعة بفرقهم أنهم من أسرع الناس سعياً إلى الفتن في تاريخ الأمة قديماً وحديثا ..).(1)
مراحل التشيع وأطواره :
1- المرحلة الأولى : كان التشيع عبارة عن حب علي – رضي الله عنه – وأهل البيت بدون انتقاص أحد من إخوانه صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
2- المرحلة الثانية : ثم تطور التشيع إلى الرفض وهو الغلو في علي – رضي الله عنه –وطائـفة من آل بيته(*) والطعن في الصحابة – رضي الله عنهم – وتكفيرهم ، مع عقائد أخرى ليست من الإسلام في شيء ، كالتقية ، والإمامة ، والعصمة ، والرجعة ، والباطنية .
3- المرحلة الثالثة : تأليه علي بن أبي طالب والأئمة من بعده ، والقول بالتناسخ ، وغير ذلك من عقائد الكفر والإلحاد المتسترة بالتشيع والتي انتهت بعقائد الباطنية الفاسدة .
فـرق الشـيعة :
فرق الشيعة المعاصرة اليوم كثيرة ، الكبرى منها ثلاث هي :
-الاثنا عشرية – وهي كبرى الفرق الشيعية .
-الزيدية : وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين ، ويعتبرون من أقرب الفرق الشيعية لأهل السنة ، ما عدا فرقة منهم تسمى الجارودية ، فهي فرقة من الروافض وإن تسمت بالزيدية ، وموطن الزيدية في اليمن .
-الإسماعيلية ،ومنها النصيرية، والدروز ، والبهرة ، والأغاخانية ، وغيرها . وكلها مارقة عن دين الإسلام .
الاثنا عشرية : تـعـريـفـهـم :
هم الذين يسمون الرافضة والجعفرية نسبة إلى جعفر الصادق ، وسموا بالاثنى عشرية لقولهم باثني عشر إماماً ، ويشكّلون الغالبية العظمى من الشيعة اليوم .
نشـأتـهم : نشأت الاثنا عشرية في أرض العراق وإيران ، ولهم وجود في الشام ولبنان وباكستان وغرب أفغانستان والأحساء والمدينة ،وتمتد جذورها الفكرية إلى طائفة السّبئية ، والسّبئية هم أول من قال بالنص على خلافة علي – رضي الله عنه – ورجعته ، والطعن في الخلفاء الثلاثة وأكثر الصحابة – رضي الله عنهم – وهي آراء أصبحت فيما بعد من أصول المذهب الاثنى عشري .
أهـم عـقـائـدهـم :
1- الإمامة : يرون أن إمامة الاثني عشر ، ركن الإسلام الأعظم ، وهي عندهم منصب إلهي كالنبوة ، والإمام عندهم يوحى إليه ، ويؤيد بالمعجزات ، وهو معصوم عصمة مطلقة . وضلالهم في هذا طويل .
2- الطعن في الصحابة : هم يزعمون ردة الصحابة – رضي الله عنهم – إلا ثـلاثـة أو أربـعـة أو سـبعـة ، علـى اختلاف أساطيرهم ، وكيف يقال مثل هذا القول في أشرف جيل عرفته الإنسانية ، وأفضل قرن عرفته البشرية ، في قوم شهدت لفضلهم آيات القرآن العـظـيمة،ونـصوص السـّنة المطـهّرة ، ووقـائـع التـاريـخ الصـادقة .
3- محاولتهم النيل من كتاب الله : لمّا كانت نصوص القرآن لا ذكر فيها لإمامة الاثنى عشر ، كما أنها تثني على الصحابة وتعلي من شأنهم،أسقط في أيديهم وتحيّروا فقالوا لإقناع أتباعهم :أن آيات الإمامة وسب الصحابة قد أسقطت من القرآن ، ولكنّ هذا القول كشف القناع عن كفرهم ، فراحوا ينكرونه ، ويزعمون أنهم لم يقولوا به ، ولكنّ رواياته قد فشت في كتبهم ، وآخر فضائحهم في ذلك كتاب كتبه أحد كبار شيوخهم سمّاه: فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب..، حيث أثبت تواتر هذا الكفر الصريح ، والكذب المكشوف في كتب الروافض ، واعترف بأنّ شيوخهم يؤمنون بهذا الكفر ، فكان هذا الكتاب فضيحة كبرى لهم وعار عليهم أبد الدهر .
4- التّقيّة : وهي أن يتظاهروا لأهل السنة بخلاف ما يبطنون ، وهي النفاق بعينه ، واعتبروها تسعة أعشار الدين ، وقالوا:لا دين لمن لا تقيّة له .ولهم عقائد أخرى باطلة).(2)
تلك كانت نبذة موجزة عن الشيع الاثنى عشرية ، عسى الله أن ينفع بها .
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا العمل ، وأن يكتب لنا النجاة يوم الدين .
ــــــــــــــــــــ