دواء جديد بلا نيكوتين ضد التدخين
جديد الطب ... دواء جديد بلا نيكوتين ضد التدخين
اعلن في لندن ان دواء جديدا لمساعدة المدخنين على التخلص من هذه العادة ولا يحتوي على نيكوتين على وشك طرحه في الاسواق البريطانية. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في تقرير لها إن الدواء الذي سينزل الى الأسواق قريبا تحت اسم (فارينيكلين شامبيكس) هو اول عقار مضاد خال من النيكوتين وتم اعداده خصيصا بهدف مساعدة المدخنين.
اشارت الهيئة الى ان الدواء الجديد يخفض من تأثير النيكوتين في الجسم من خلال العمل في الوقت نفسه على خفض الحاجة الى التدخين وإزالة العوارض التي ترافق الامتناع عنه.
ونقلت (بي.بي.سي) عن الخبراء توقعهم بأن يزيد الطلب على هذا الدواء خصوصا بعد دخول قرار منع التدخين بالأماكن العامة في انجلترا حيز التنفيذ بدءا من شهر يوليو/ تموز المقبل. واضافت ان المعهد الوطني البريطاني لمنح الامتيازات العيادية سيبدأ مطلع العام المقبل باجراء التحاليل والاختبارات اللازمة على الدواء لتقييمه ومنحه الترخيص تمهيدا لإنزاله الى الأسواق. واضافت ان الجمعية البريطانية لمكافحة التدخين قامت بالتعاون مع وزارة الصحة البريطانية بإصدار تعليمات حول كيفية تناول الدواء الذي من المتوقع ان يصل سعر جرعته اليومية الى 95,1 جنيه استرليني. واشارت الى ان الدواء الذي يجب تناوله على مدى ثلاثة اشهر سترافقه عوارض بسيطة تقتصر على بعض حالات الغثيان وأن شركة (بفايزر) العملاقة للأدوية ستتولى عملية انتاجه.
يشار الى ان هناك علاجا مماثلا يتوفر في الاسواق باسم “زيبان” لا يحتوي على النيكوتين لعلاج التدخين.
وكان هذا الدواء قد قوبل فور طرحه قبل ست سنوات بحماس باعتباره نجاحا كبيرا في مجال المساعدة على التخلص من الإدمان على التدخين.
ويباع “زيبان” على هيئة أقراص بأمر الطبيب، تؤخذ على مدى شهرين وتؤثر بعد تناولها في المخ، فتقضي على الرغبة في النيكوتين الذي تصدره منتجات التبغ. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن أكثر من ثلثي المدخنين، نحو 68%، يرغبون في الإقلاع عن هذه العادة،
لكن في الدراسات تبين أن 3% فقط هم القادرون على ذلك باستخدام إرادتهم فحسب، لأن أجسامهم مدمنة على النيكوتين. والإدمان على النيكوتين قد يكون في شدة الإدمان على أقوى المخدرات كالهروين والكوكاين. فخلال عشر ثوان فقط من استنشاق الدخان من السيجارة تدخل جرعة من النيكوتين مباشرة وبسرعة إلى المخ، وهذا الاندفاع يؤدي إلى إفراز عدد من المواد فيه، ومع مرور الوقت يؤدي وجود هذه المواد في المخ -خاصة الدوبامين والنورأدرينالين- إلى أن يصبح المدخن مدمنا على النيكوتين.
وعندما يقلع المدخن عن التدخين، فإن مستوى هذه المواد يتغير، وهذا بدوره يؤدي إلى الإحساس بالحاجة إلى النيكوتين، والقلق، والتوتر.
وما تفعله الأدوية الجديدة مثل “زيبان “هو تدخلها في عملية الإدمان ذاتها وذلك عن طريق إبقاء مستوى تلك المواد في المخ على ما كانت عليه قبل الإقلاع. وقد توصلت دراسة نشرت في مجلة نيو إنجلاند جورنال للطب أن واحدا من بين كل ثلاثة أفراد، أي 3,30%، عولجوا بأقراص زيبان أصبحوا غير مدخنين خلال عام.
وقد اكتشف أيضا في هذه الدراسة أن زيبان دواء فعال بمقدار الضعف مقارنة بلاصقات النيكوتين في مساعدة المدخنين على الإقلاع، والبقاء بعيدا عن التبغ لمدة عام على الأقل.
وقال الدكتور كريس ستيل وهو ممارس عام في مدينة مانشستر البريطانية، وخبير في التدخين، إن معظم المدخنين لا يواصلون التدخين بحكم العادة، ولكنهم يفعلون ذلك لأنهم أصبحوا مدمنين على النيكوتين.
ورغم النجاح الذي أحرزه دواء “زيبان” فإن هناك من شكك في فعاليته. إذ يقول الدكتور كليف بيتس رئيس هيئة مكافحة التدخين الخيرية، إن هناك أدوية أخرى فعالة”. وقال دكتور بيتس إن المدخنين ما زالوا بحاجة إلى قوة الإرادة والتصميم من أجل الإقلاع عن التدخين.