مكان: اتح لي مكانا في قلبك مهما كان ضئيلا, صغيرا, لا تزيد مساحته عن ملليمتر واحد, وستجدني هرعت للإقامة فيها سعيدا.
اختبار: لا تقل عن أحد الناس إنه يكرهك, قبل أن تختبره بنفحة من الحب مهما كانت ضئيلة لا تزيد عن قطرة عطر, ثم عرفت حقا أنه فشل في الاستجابة لها.
عملة: الحب عملة يتبادلها الناس ويصرفونها لبعضهم بعضا, وإذا اختفت هذه العملة في مجتمع من المجتمعات, حلت مكانها دون ابطاء عملة أخري اسمها الكراهية.
سحائب: هناك اناس كرسوا حياتهم للحب, فلا يحملون في قلوبهم إلا حبا, ولا يقدمون للناس إلا حبا, بمن في ذلك اناس يسيئون إليهم ويحقدون عليهم ويضعون الأشواك في طريقهم, وهناك من ابتلاهم الله بسحائب سوداء من دخان الحقد تملأ قلوبهم وتطبق علي عقولهم وتغمر الأرض والسماء من حولهم حيث يعيشون, فلا يتنفسون, قاتلهم الله, ولايرون ولا يقدمون للآخرين إلا نفثات من دخان الحقد الأسود والكريه, ينفخونها حتي في وجه من أحسن إليهم.
بستان: الحب بستان يطرح اشهي الثمار, وينشر العطر الذكي, والحقد نار تحرق وتنشر الدمار.
سؤال: هل يمكن للإنسان المجبول علي جبلة الشر أن يغير طبيعته ويزرع في قلبه بدل الشر خيرا, وبدل الحقد حبا؟
شواهد كثيرة في التاريخ تقول إنه ممكن, بدليل أن كثيرين من أهل التقوي والصلاح والتصوف والولاية بدأوا أشقياء يعيشون حياة سفه وفسق, أو يمتهنون مهنا تتصل بالنهب وقطع الطرق.
كرم: الذين ينثرون حبوب الحنطة والدرة, كرما وعطفا علي الطيور ويطعمونها استجابة لعاطفة إنسانية نحو هذه الكائنات الجميلة البريئة, ينتقصون كثيرا من إنسانيتهم ويسيئون إليها, إذا نصبوا تحت ما نثروا الشباك, ليتحول عطاؤهم الكريم إلي فعل خديعة واحتيال وقتل.
عالم: لا يكون العالم عالما إلا بما يحتويه من تنوع واختلاف, ولذلك فلا سبيل لأن يكون الناس من طباع واحدة, ولا أن يحل الضوء محل الظلام, ولا الطقس المعتدل المشمس الجميل مكان الرياح العاصفة وأمطار الثلج, وشتاءات البرد والجليد, إلا أن الخالق مع ذلك خص الإنسان بإرادة لم يخص بها سواه من الكائنات, يستطيع بواسطتها أن يصنع شمسا دافئة تضيء علي الدوام عوالمه الداخلية.
عبقرية الحب: عبقرية الحب تكمن في هذا التنوع الغزير لأنواعه, فالإنسان يحب أشياء كثيرة بأنواع كثيرة من الحب, فهو يحب أبا أو أما أو شقيقا أو شقيقة, بطريقة غير تلك التي يحب بها امرأة أرادها أن تكون شريكة لحياته, وهو يحب كاتبا من أجل أدبه, أو فنانا من أجل فنه دون معرفة شخصية بكليهما, وهو غير الحب الذي يحب به صديقا أو زميلا في العمل, وهو يحب مكانا رآه في إحدي سياحاته وأعجب بجمال مناظره, بغير العاطفة أو الطريقة التي أحب بها مكانا أليفا عرفه في طفولته, رغم خلوه من أي جمال, وفي اعتقادي فإن نصيب الإنسان من السعادة ضعفا أو قوة, نضوجا أو غزارة, يتوقف علي مدي قوة أو ضعف مصادر الحب في نفسه, فإذا كان الحب قويا وغزيرا كانت السعادة كذلك فهما يرتبطان ببعضهما ارتباط شعلة النار في القنديل بالزيت الذي يغذيها فهي تخبو إذا ضعف الزيت, وتزداد قوة وإنارة إذا كان الزيت غزيرا.